أنجزتنا البلاغة يا صاحبي
ولدينا هنا وطنٌ من كلام
بتضاريسه ، وحدود مجازاته
والشواطئ ، والمدن الصاخبة
ولدينا هنا أرخبيل ٌ من الشعر واللغة الغامضة
جزرٌ من شروحٍ تفلّي الرثاء َ
قرىً تزرع النحو في آخر الصيف
كي تبكّر في بيع أخطائنا
ويكون علينا غداً
أن نحرّر وشماً على يدها
الفتاة التي حملتنا إلى أوّل الفكرة القاتلة
سيكون على همزة الوصل ِ
محو الخلاف الذي يتصاعد ُ
بين النداءات والخيبة المزمنة
ويكون علينا إذاً أن نخبّئ أطفالنا
سيكون الحداء ضئيلاً
ويكون النهار بلا سَمْتِه ِ
والدخانُ الدخانُ صبيّا ً لجوجا ً
لابثاً في الحياة القصيرة والوردة الذابلة
فاضحاً سيرة البرق والرعد والزلزلة
سيكون على البنت ألاّ تلوّح قبل اكتمال السفر
وعلى قلبه أن يخبّئ ضحكاتها لتعود إليه
على الموت أن يستريح َ
على البحر ألاّ يثور َ
على الخوف ِ أن يتحرّى ابتكاراته
وعلى الشاعر المختبي
أن يحثّ الحروف إلى حبره
وعلى النصّ
أن " يتوارى من القوم من سوء ما "
قرأته الرياح ُ
وهزّت ظلالاً تخبّّئ في ثوبها الأجوبة