فضل الإمام المهدي(عج)
ثم لا يخفى أن الإمام المهدي(عليه السلام) أفضل من الأئمة قبله إلى الإمام السجاد(عليهم الصلاة والسلام) كما يظهر من الأحاديث، فالأول رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وبعده أمير المؤمنين(عليه السلام) وفاطمة الزهراء(عليها السلام) معاً، وبعدهما الإمام الحسن(عليه السلام) ثم الإمام الحسين(عليه السلام)، وبعد هؤلاء الأطهار الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه)، وبعده الأئمة الطاهرون من السجاد إلى العسكري(عليهم السلام)(34).
فله(عجل الله تعالى فرجه) شرافة النسب بآبائه الطاهرين..
هذا بالنسبة إلى الأب.
وأما بالنسبة إلى الأم فاُمه تنتهي نسبها إلى شمعون الصفا وصي عيسى(عليه السلام) المنتهي نسبه إلى كثير من الأنبياء والأوصياء ومن جملتهم إبراهيم(عليه السلام)، كما مر سابقاً.
ثم انه(عجل الله تعالى فرجه) فُضّل أيضاً حيث رفع إلى السماوات في يوم ولادته(35).
وفي الحديث كما ورد في البحار: ان الله تعالى فضله بقوله
مرحباً بك عبدي، بك نصرة ديني واظهار أمري ومهدي عبادي آليت إني بك آخذ وبك أعطي وبك اغفر وبك أعذب)، وقد سبق تفصيله(36).
وانه خاتم الأوصياء والحجج(37)، ولا وصي بعده بالمعنى الخاص.
وانه(عليه السلام) ليست في عنقه بيعة لأحد من الجبارين(38) ولم تصل إليه يد ظالم ولا كافر ولا منافق، كما في جملة من آبائه لمصلحة رأها الله تعالى فيهم. ففي الحديث
لما صالح الحسن بن علي(عليه السلام) معاوية بن ابي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته، فقال(عليه السلام): ويحكم ما تدرون ما عملت، والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت، الا تعلمون أنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)… أما علمتم إنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم(عجل الله تعالى فرجه) الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم خلفه، فان الله عزوجل يخفي ولادته ويغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين(عليه السلام) بن سيدة الإماء، يطيل الله عمره ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة ذلك ليعلم أن الله على كل شيء قدير)(39).
وأنه(عجل الله تعالى فرجه) يصلي خلفه عيسى بن مريم(عليه السلام) الذي هو روح الله وكلمته(40) قال الصادق(عليه السلام) عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)
… من ذريتي المهدي، إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته فقدمه وصلى خلفه)(41).
وعن محمد بن الحنفية
فينا ست خصال لم تكن في أحد ممن كان قبلنا ولا تكون في أحد بعدنا، منا محمد سيد المرسلين وعلى سيد الوصيين… ومهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم(عليه السلام) )(42).
وفي عيون أخبار الرضا(عليه السلام)
إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم(عليه السلام) فصلى خلفه)(43).
وأنه يسمع نداء من السماء حين ظهوره، كما ورد بذلك روايات كثيرة نشير إلى بعضها:
روى علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى
واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب)(44) قال
ينادي المنادي باسم القائم(عجل الله تعالى فرجه) واسم أبيه) (45).
وفي رواية أخرى عن الإمام الباقر(عليه السلام) انه قال
ينادي مناد من السماء باسم القائم(عليه السلام) فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه، فزعاً من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فان الصوت الأول هو صوت جبرئيل الروح الأمين وهو في شهر رمضان شهر الله ليلة الجمعة في الثالث والعشرين منه)، كما في غيبة النعماني(46) ودلّ على ذلك أخبار متعددة